قل للذي لست أدري من تلونه ... أناصح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما سمتني عجبا ... يد تشج وأخرى منك تأسوني
تغتابني عند أقوام وتمدحني ... في آخرين وكل عنك يأتيني
هذان أمران شتى البون بينهما ... فاكفف لسانك عن ذمي وتزيني
لو كنت أعلم منك الود هان إذا ... علي بعض الذي أصبحت توليني
لا أسأل الناس عما في ضمائرهم ... ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
أرضى عن المرء ما أصفى مودته ... وليس شيء من البغضاء يرضيني
والله لو كرهت كفي مصاحبتي ... لقلت إذ كرهت قربى لها بيني
ثم انثنيت على الأخرى فقلت لها ... أن تسنديني وإلا مثلها كوني
لا أبتغي ود من يبغي مقاطعتي ... ولا ألين لمن لا يبتغي ليني
إني كذاك إذا أمر تعرض لي ... خشيت منه على دنياي أو ديني
خرجت منه وعرضي ما أدنسه ... ولم أقم غرضا للنذل يرميني
رب امرئ أجنبي عن ملاطفتي ... محض المودة في البلوى يواسيني
وملطف بي مدار ذي مكاشرة ... مغض على وغر في الصدر مكنون
ليس الصديق الذي تخشى بوادره ... ولا العدو على حال بمأمون
يلومني الناس فيما لو أخبرهم ... بالعذر مني فيه لم يلوموني